السبت، 13 أغسطس 2011

بيت العنكبوت

أرى وجهه من بعيد...تلك البسمة..اعرف لها مذاقا ليس باستطاعتي نسيانه: التحدي...مزيج بين المرارة و الحلاوة
اقسموا بحياتهم انني لن استطيع و بأحبابهم انني لن انجح... اقسموا بالسواد الذي يسكن قلوبهم أن التوفيق ليس حليفي.
و انا أقسمت أن مرارة عدم ثقتهم بي سوف تزول....نعم اقسمت بكرامتي أني سأفلح؛ وقتها لم املك شيئا غير كرامتي.

حلو التحدي لم أتذوقه حينها و لكن عقلي خيل لي أنني تذوقته؛ اقنعني ان طعم بلوغ حلمي بامتلاك السعادة هو ازكى من عسل الجنة المصفى...لم ادرك وقتها ان السعادة لا تملك و لكنها تستشعر!
ما زال شريط حياتي يعرض امام عيني و لكني توقفت عند تلك اللحظة طويلا
"آه يا هذا" و ددت القول لذلك الرجل المبتسم "أحقا تعلم ما تريد؟"

"أريد ان أملك العالم في قبضة  يدي، أريد بناء سعادة قلبي!"
تلك هي اجابته...أعلمها و لا حاجة لي لسماعها منه ... لا اود سماعها منه ...فاجابته لها رنين قادر على أن يفقدني سمعي...و انا احتاج سماع نبضات قلبي لاعلم كم تبقى لي من وقت ...

صرخ قلبي المطعون:" أتعلم يا هذا أن السعادة بيت لا يمكنك بناؤه على حطام بيت سعادة الآخرين...لا يستطيع قلبك معرفة طعم السعادة بقتلك هذا و خيانة ذاك !"
" ألم تتدبر تلك الآية : {و إن اوهن البيوت لبيت العنكبوت} ؟
أتعلم لماذا بيت العنكبوت هو اوهن البيوت؟
في بيوت العنكبوت كل يبحث عن سعادته و يبنيها على حساب سعادة الآخر... فأنِِثى العنكبوت ما تلبث ان تنتهي من شهوتها مع الذكر لتفترسه. و ليت ذلك يهبها السعادة الأبدية التي تنشدها فأولادها يردون لها الجميل بعد ما يشتد عودهم و تكمن هي اضعف الموجودين.
فأي بيت ذلك الذي بنته تلك الأرملة السوداء....بيت التعاسة الأبدية."

و كأن قلبه آلمه أنين قلبي فالتفت و قال:" من تكون؟ و لم تأبه لحالي؟ ثم أمعن النظر في قلبي و قال: لعل ذلك الخنجر المطعون في قلبك هو سبب نصائحك تلك و خوفك مني! هل انا فاعلها؟اوقن انك تستحقها!"

و د قلبي الصراخ: " لا انت لست فاعلها، بل انا أحاول حمايتك من تلك الطعنة" و لكن صوتا كان  اصدق و اعمق فأسكته: صوت عقلي" ما ظنك ان أخبرتك أنه في الحقيقة هو فاعلها؟!!"

بدأت النبضات تتباطأ؛ فعاود قلبي الصراخ: أتعلم لم آبه لحالك؟ لان حالك مقترن بمصيري...لان كل خطوة تخطوها في هذا الطريق يا رامز ترسم صورة أوضح لهذه النهاية المأساوية..لان انا هو ..............
و بدأ من حولي بالصراخ

كان باستطاعتي قولها صدقوني! و لكنه ما كان ليصدقني
فلقد لمحت نظرته: ما زال المذاق المر يلسع لسانه.....  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق